4/14/2021 6:59:27 PM
موقع إخباري مستقل - منوع
الرئيسية
عاجل
متابعات دولية
اقتصاد
سياحة
رياضة
دراسات وأبحاث
حقوق وحريات
مقالات
تكنولوجيا
هشتاج
اجراس يوتيوب
الدكتور يوسف الحاضري
(( هيئة الزكاة تسعى لتأخذ الزكاة من المستفيدين بدلا من دفعها لهم)) بقلم د.يوسف الحاضري كاتب وباحث في الشئون الدينيةوالسياسية
3/3/2021
عامان منذ أن بدأت الهيئة العامة للزكاة في اليمن عملها سواء بحصد المستحقات على المكلفين والزارعين والمجتمع او بإخراجها في مصارفها الشرعية المحددة في القرآن الكريم ، وخلال هذه الفترة استطاعت أن تنظم أمور المصارف وتحدد وجهتها وأهدافها على جميع المستويات (القصيرة المرتبطة بالحصار والعدوان) و (الطويلة المرتبطة بالتنمية المستدامة) ، ولكن ما لفت إنتباهي في ظل زخم وتزاحم الإنجازات والنجاحات والأفكار والاطروحات قضية هامة جدا جدا وهي (سعي الهيئة لتجعل كثير من مستحقي الزكاة يدفعون الزكاة للهيئة بدلا من أن تدفع لهم الهيئة) وهذا أمور خارج نطاق الأستيعاب خاصة لدى البصائر التي لم تع حقيقة مثل هذه الفريضة التي شرعها الله ليس لمجرد التعبد وانما لحل مشاكل كبرى في المجتمعات (وهذا ما سنتكلم عنه لاحقا) . نعم ، من أهم مشاريع الهيئة حسب ما رأيت بعيني من انشطة لها ونتائج في فترة زمنية قصيرة جدا جدا اذا ما قارنها ب50 عاما لأنظمة سابقة دفنت هذه الفريضة في القلوب وفي الواقع وفي الثقافة المجتمعية ، فقد رأيت ان اهم أهداف الهيئة ان تصل بالمستهدف من الزكاة من متلقي لأموال الزكاة بجميع اصنافها وانواعها الى دافع للزكاة للهيئة ، وهذا هدف نوعي ونادر من نوعه في مجتمع يجتاحه الفقر والعوز نتيجة تراكمات عقود من الزمن من الفساد وسنين من العدوان والحصار ، وتفكير بناء وتنموي وموجه ومسدد يعكس مدى النور والبصيرة التي يمتلكها القائمون على الهيئة الناتج عن نور وبصيرة الثقافة القرآنية المستقاه من ملازم الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي وتوجيهات السيد القائد العلم عبدالملك الحوثي سلام الله عليهما ، وهذه المشاريع هي المشاريع المنتجة والمستدامة والتي لا تنتهي بانتهاء كمية المادة الغذائية او المال الذي يدفع للمستحق لينتظر مالا اخر وهكذا كما تعمل كل المنظمات الخارجية للاسف الشديد ، بل هناك مشاريع توفر للفقير المستحق للزكاة وسيلة ليكسب بها رزقه بأستمرار او تستصلح له أرضا زراعية وتوفر له أمكانيات يحتاجها للزراعة كما حصل في توفير قوارب صيد لصيادين في الحديدة ومكائن خياطة لمستحقات وسوقا لترويج وبيع منتجاتهن وأستصلاح اراضي زراعية هنا وهناك سيستفيد منها الآلاف من الناس الذين هم ضمن اطار الاستحقاق لهذه الفريضة ، ما يعني أننا سنصل بعد سنة او سنتين على أكثر تقدير الى أن نجد هذا الرجل او تلك المرأة التي كانت تنتظر متى سيدق باب بيتهم ليقال لهم خذوا هذه المواد الغذائية من القمح والذرة والشعير من زكاة جاركم هذا او المزارع هذا سنجدهم يدقون باب الهيئة ليقولوا لها خذوا هذه الأقداح من القمح والشعير والذرة زكاة محصولنا وحصادنا لهذا العام بعد أن أستطعنا بدعمكم أن نزرع ونسقي ونحصد أرضنا التي كانت قبل نشأتكم ارضا بورا وماءها غورا فكنا نموت جوعا ونحن نمتلك الأرض الزراعية ، وسنجد ذلك الصياد الذي عجز عن القيام بالصيد في البحر اليمني الزاخر بكل انواع السمك لعدم توفر القارب والشبكة وغيرها من امكانيات كالمشتقات النفطية والسوق التجارية وكان ينتظر ما ستقدم له الهيئة ضمن امكانياتها خاصة وهي مازالت ناشئة وفي ظل عدوان وحصار ، سنجد هؤلاء في اخر العام يتصلون بالهيئة ليسئلوها عن رقم حساب الهيئة في البريد او البنوك ليوردوا اليه زكاتهم لهذا العام المستحق من كمية الصيد الذي اصطادوه وباعوه وأطعموا اهاليهم وكسبوا اموالا تعينهم على امور حياتهم ، سنجد تلك الارملة وتلك التي تقوم على ايتاما كثير تخيط الثياب مستعينة بالماكينة والخيوط والأبر والقماش والكهرباء الذي وفرته لهم الهيئة العامة للزكاة لتنتج ثيابا اولا يرتديه أبنائها وثانيا تبيعه في سوق قامت ايضا الهيئة بإستحداثه وشراء هذه المنتجات لتستفيد منها في مشاريعها الاخرى ككسوة أبناء الشهداء في الاعياد وكسوتهم في المدارس وغير ذلك ، ما يعني ان هذه النسوة سيأتي يوم لزوم دفع الزكاة فلا تنتظر ما سيقدم لها بل هي من ستبادر لدفع ما عليها من زكاة وهكذا . هذه هي المشاريع المستدامة التنموية التي سيأتي بعد عدد من السنين ونجد أن الهيئة استطاعت ان تحل جزء كبير من مشاكل المجتمع وستتوسع في مشاريعها وتنطلق في رؤى اوسع واكبر واعظم لنصل الى ان نستغني بغنى الله وفريضة الزكاة عن مد ايدينا للمنظمات واستغلال هذه المنظمات لمآسينا والتسول بمشاكلنا كما يحصل الآن ، سنصل الى ان نترجم حقيقة أن فريضة الزكاة تشهد على كمال علم العليم وحكمة الحكيم الله جل وعلا من خلال سنها وفرضها لتكون سلاحا بيد المؤمنين لحلحلة مشاكلهم المجتمعية والأقتصادية وهذا اسمى اهداف هذه الفريضة والتي سنتكلم عنها في مقال قادم بمشيئة الله تعالى . ان أهمية و عظمة القيادة القرآنية والتفكير القرآني والتوجيه القرآني والحركة القرآنية تتمثل في الرقي بالنفسية البشرية للانسان ليكون منتجا معطاء فاعلا حتى ولو كانت بدايته مسكينا فقيرا محتاجا فاقد الحيلة عاجز التصرف ، وفريضة الزكاة أهم هذه الأسلحة رغم ما شابها من تشوية لا يقل تشويها عما حصل لكثير من فرائض الله كالجهاد والإنفاق في سبيل الله (وهذا جانب ثالث سأتكلم عليه ان شاء الله) نسأل الله تعالى ان يسدد خطى القائمين على هذه الهيئة وأن يصوب تحركاتهم وان يوفقهم في كل ما يهدفون به لأجل رضا الله والقيام بهذه الفريضة على اكمل وجه كما هي دعوة للجميع بالمسارعة لدفع هذه الفريضة والأخذ في الاعتبار ان التهرب منها ولو بما قيمته ريالا واحدا جريمة يرتكبها الانسان بحق ذاته تصل الى مستوى العمه وسوء العذاب في الدنيا والخسران في الآخرة (وهذا جانب اخر يحتاج للحديث عنه بشكل مستفيض) .... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته #د_يوسف_الحاضري